الماء مادة طبيعية متجددة له أهمية كبرى على سطع الأرض، فهو عصب الحياه وأساس بدئها.وجود هذه المادة الحيوية على كوكبنا بوفرة يُعدّ لغزاً حيّر العلماء، حيث طرحوا العديد من الفرضيات التي يختلف توافقها مع بعضها بالسلب أو الإيجاب فيما يتعلق بكيفية تراكم المياه على سطح الأرض على مدى الـ4.5 مليار سنة الماضية من عمر الكوكب و منذ نشوئه بكميات كافية لتشكيل مياه المحيطات.
الإنفجار العظيم:
فمع تشكل كوكب الأرض بعد الإنفجار العظيم، كان مناخ الأرض حاراً جداً لدرجة أن جميع مياهه السطحية قد تبخرت ، وهذا ما دفع بالعلماء إلى اقتراح نظريات مفادها أن تلك المياه الموجودة على كوكبنا ما هي إلا نتيجة تصادم المذنبات الجليدية والكويكبات المحملة بالماء، مما ملأ محيطات الأرض بهذا الماء القادم من الفضاء.
من جهة أخرى و بعد القيام بالعديد من الأبحاث اتضح للعلماء ان الماء لم يجلب الى الأرض بواسطة المذنبات أو الكويكبات، كما كان يعتقد سابقا، بل كان موجوداً على كوكب الأرض منذ تكونه.
دراسات:
حيث قالت الجيولوجية ليديا هاليز من جامعة غلاسكو في اسكتلندا، ان دراسة الصخور القديمة التي اكتشفت عام 1985 في جزيرة كندية في المنطقة القطبية الشمالية، بينت وجود جزيئات ماء قليلة من الهيدروجين الثقيل.
وهذا يبرهن على أن الماء ظهر على الأرض منذ تكونها. فالأرض وُلدت من غُبار رطب واكتسبت كُتلتها تدريجيًا بالتقاط الصخور القريبة، حيث كانت تلك الصخور تحتوي بالفعل على الماء.
كما توجد دراسة اخرى جديدة تقترح حلا لهذهِ المعضلة، وهذا الحل له علاقة بالمنطقة التي تشكلت فيها الأرض. فلحسن الحظ، كوكبنا يقع في المنطقة الذهبية التي تسمح بتواجد المياه في حالتِها السائلة، فضوء الشمس دافئ كفاية لحفظِ الماء من التجمُد دون تبخيره. وهناك نموذج جديد يقترح بأن الكوكب الوليد قد تكوّن من حبيبات غبار مُشبعة بالماء.
وتُكمل النظرية أنه بمرور الوقت تلتصق حبيبات الغبار المشبعة بالماء ببعضها البعض وتحت تأثير الجاذبية تتحول الحبيبات إلى حصى، والأحجار إلى صخور، والصخور إلى كويكبات مع تجمع المياه مع بعضها البعض، وفي النهاية نشأت الأرض من هذا الأصل الغني بالماء.
الحقيقة العلمية:
الحقيقة أن هناك آية تجيب عن هذا السؤال وتتفق مع آخر النظريات العلمية لتشكل الماء على الأرض.
قال تعالى : (وَ أَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَ إِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ)[المؤمنون: 188].فالنظرية العلمية تقول بأن الماء تشكل خارج الأرض، ونزل إلى الأرض عبر تريليونات النيازك التي ضربت الأرض عبر مليارات السنين. ولكن هذا الماء تم تخزينه في طبقات الأرض، وبعد أن بردت القشرة الأرضية بدأ تسرب الماء من طبقات الأرض إلى السطح حيث تشكلت البحار. وهذا التسرب لا زال مستمرا حتى اليوم. والماء المخزن اكتشف حديثاً حيث تبين أن هناك بحراً هائلاً تحت الطبقة الثالثة من طبقات الأرض السبعة.