يُعد العلاج بالتردد الحراري من أكثر التقنيات تطورًا في مجال علاج الألم، حيث يتيح للمرضى التخلص من الآلام المزمنة دون الحاجة إلى عمليات جراحية أو استخدام طويل الأمد للأدوية. تعتمد هذه التقنية على إرسال موجات كهربائية بتردد عالٍ إلى الأعصاب المسؤولة عن الإحساس بالألم، مما يؤدي إلى تعطيل نقل الإشارات العصبية من المنطقة المصابة إلى الدماغ، وبالتالي تقليل الإحساس بالألم أو اختفائه. يستخدم العلاج بالتردد الحراري في العديد من الحالات، مثل آلام العمود الفقري والرقبة، الانزلاق الغضروفي، آلام المفاصل المزمنة مثل الركبة والكتف، آلام العصب الثلاثي التوائم في الوجه، وأحيانًا لعلاج الصداع الناتج عن التهاب الأعصاب القذالية.
تتميز هذه التقنية بعدة فوائد تجعلها خيارًا مفضلًا لدى الأطباء والمرضى، منها أنها إجراء غير جراحي لا يحتاج إلى فتح أو تخدير عام، مما يقلل من المضاعفات ويُسرّع من عملية التعافي. كما أن النتائج تظهر خلال أيام قليلة من الجلسة، وتدوم لفترة تتراوح بين ستة أشهر إلى سنة أو أكثر، حسب الحالة. كذلك، فإن التردد الحراري يقلل من الاعتماد على المسكنات القوية، والتي قد تؤدي إلى آثار جانبية على المدى الطويل.
تُجرى جلسة
التردد الحراري
تحت إشراف طبي متخصص، حيث يُستخدم التخدير الموضعي فقط، ويتم توجيه إبرة دقيقة إلى مكان العصب المتسبب في الألم باستخدام الأشعة، ثم يُطبّق التردد الكهربائي لفترة قصيرة على العصب المستهدف. بعد الإجراء، يمكن للمريض العودة إلى المنزل في نفس اليوم، ومتابعة نشاطاته الطبيعية خلال فترة قصيرة جدًا.
من النادر حدوث مضاعفات بعد التردد الحراري، وقد يشعر بعض المرضى بألم خفيف أو تنميل مؤقت في المنطقة المعالجة، لكنه يزول خلال أيام. يُعتبر هذا العلاج مناسبًا لمن لم يستفيدوا من العلاجات الدوائية أو لمن يرغبون في تجنب العمليات الجراحية، خاصة في الحالات المزمنة التي تؤثر سلبًا على جودة الحياة.
العلاج بالتردد الحراري هو خطوة متقدمة في مجال الطب الحديث، يجمع بين الأمان والفعالية وسرعة النتائج، وهو حل مثالي لكل من يعاني من ألم مزمن لا يستجيب للعلاج التقليدي.