يُعرف الشيب بتلك المساحة من الشعر التي يظهر عليها اللون الأبيض، ويعتبره الكثير من الناس بداية انتقال من مرحله الشباب إلى الشيخوخة، وهو المفهوم الذي أصبح سائدًا في الأوساط الكثيرة مما جعل الكثير من الناس يلجأون إلى إخفاء ظهوره بطرق متعددة.
يتكون الشعر أساسا من البروتينات، وهي بلون أبيض، ولكنّ بفضل خلايا الميلانين، يتلون الشعر بألوان عدّة تبعاً لعوامل وراثيّة تحدد لون الصّبغة، وشدّة قتامتها، وتبعاً لذلك يمتلك الناس شعراً أسودً، أو بنيّاً، أو أحمر، وغيرها من ألوان الشّعر ودرجاته، وتسبب قلة إنتاج هذه الصّبغات ظهور الشّيب، أي تحّول الشعر للون الرمادي أو الأبيض.
أثناء نمو الشعر، تنتج الخلايا الصباغية الصبغ وتنقله إلى الخلايا السلفية في بصيلات الشعر. هكذا، عند نموّ شعرنا، تُدمج الأصباغ باستمرار، ما يؤدي إلى لون شعرنا الفريد. والخلايا المسؤولة عن هذه العملية هي الخلايا الصباغية التي تنتج الأصباغ في بصيلات الشعر.
خلال النمو الطبيعي للشعر، تنتج البصيلات الشعر بمعدل حوالي سنتيمتر واحد في الشهر لعدة سنوات. ولكن جميع الخلايا في جسمنا تزداد تضرراً خلال حياتنا، ونخسر هذه الخلايا الصباغية تدريجياً. وعندما تُفقد جميع الخلايا الصباغية في بصيلة شعر معينة، ينمو الشعر بعدها باللون الرمادي أو الأبيض.
في الحقيقة وفي زمننا الحالي لم يعد الشيب يقتصر فقط على الأشخاص فوق الأربعين بل أصبح من الممكن ظهور الشّيب لأيّ شخصٍ، وفي أيّ عمرٍ سواءً للذّكور أو الإناث، ويعود ذلك لعدّة أسبابٍ منها:
- التقدم في العمر.
- أسباب وراثيّة، فتسبب الجينات في الخلايا الصّبغيّة توقفاً مبكراً لإنتاج الصّبغات.
- العيش في حالة توتر نفسي، سواء خوف، أو قلق، أو حزن لفترة من الزّمن.
- اضطرابات الغدّة الدّرقيّة.
- فقر الدّم.
- نقص فيتامين ب12.
- البهاق، وهو مرض مناعة ذاتيّة يقوم بمهاجمة خلايا الميلانين، سواء للجلد، أو الشّعر.
- التدخين.
- الإفراط في استخدام الكيماويّات، ومصفّفات الشّعر مثل المكواة، ومجفف الشّعر.
- إهمال نظافة وصحة فروة الرأس، كترك قشرة الشعر دون علاج لفترة طويلة، أو وجود فطريّات.
مؤخرا وبعد أبحاث عديدة لعلماء في الولايات المتحدة الأمريكية، أكدوا إلى أن ظهور الشيب، أحيانا يكون بسبب انخفاض مادة الجلوتاثيون glutathione المضادة للأكسدة التي ينتجها جسم الإنسان، وذلك بسبب استخدام الجسم لها من أجل إبطال عمليات الأكسدة، وان ارتفاع مستوى الأكسدة في الجسم هو ما يسبب الشيب.
"كلما تقدم الإنسان في السن ازدادت عمليات الأكسدة في جسمه مسببة انخفاض مستوى مادة الجلوتاثيون".