النحلة كائن حركي يثير إعجاب الناس من خلال وظيفتها البنائية المعروفة بها، ولكن عندما تقوم بلسع أحدهم فضريبتها هي الموت المباشر، والراجح في هذا أن النحلة تفضل العزلة وتتجنب كل ما قد يعرقل سير وظيفتها الإنتاجية وبهذا لا تلجأ النحلة إلى اللسع إلا إذا شعرت بنوع من المضاياقات من الغريب، فهي تعمل بنظام المثل الشعبي القائل: "الإنسان لا يموت إلا على عرضه أو أرضه"، وللنحل وظائف متعددة إذ تتموقع بعض النحيلات أمام الخلية راصدة كل أنواع الإزعاج من قبل أجنبي.
تلقى النحلة المنتجة للعسل حتفها بعد عملية اللسع تلك إذ تصاب بجرح لا يمكنها الشفاء منه، هذا الجرح يجعل النحلة تنفصل عن جوفها وجسمها، إلا أن هذا الموت المحتوم عادة ما يستخدم مع الكائنات الفقرية كالإنسان ولا تفقد النحلة شوكتها إذا لسعت حشرات مزعجة، ولا يكون الموت هنا خلاص من الأمر وإنما تلك الشوكة المغروسة تعمل على بعث إشارات إلى باقي أعضاء الخلية مفادها أن الجسم الملسوع لازال يتربص بخطره على الخلية وتكون هذه إشارة إنذار للهجوم عليه.
ويعتقد خطأ بأن نحل العسل يلسع مرة واحدة ويموت، ولكن هذا الاعتقاد خاطئ، صحيح أن إبرة لسعها، وجزءا من بطنها يفقد بعد اللسع، وتموت النحلة بعد اللسع ببعض دقائق، ولكن هذا لا يحدث سوى إن كانت الضحية ذات جلد سميك، مثل الثدييات، والإنسان، لأن الحشرة تعجز عن تخليص إبرتها من الجلد، فتتركها وراءها، ولكنها لا تترك الإبرة فحسب، بل تترك أيضا جزءا من أحشائها والجهاز الهضمي، إضافة إلى جزء من العضلات والأعصاب، هذه الخسارة الهائلة تسبب مقتل النحلة.