في السنوات الأخيرة، أصبحت
ترابيزة اجتماعات دائرية
من الخيارات المفضلة لدى العديد من الشركات والمؤسسات التي تهتم بتطوير بيئة عمل تفاعلية ومريحة. الشكل الدائري لا يمثل مجرد تصميم جمالي، بل هو فلسفة في التواصل والمشاركة، حيث يزيل الفواصل الرسمية بين الأفراد ويعزز شعور المساواة والانفتاح أثناء الاجتماعات.الاعتماد على التصميم الدائري في غرف الاجتماعات يمنح الجميع فرصة متساوية للمشاركة في النقاش، فلا يوجد رأس للطاولة ولا مركز سلطة بصري يسيطر على الجلسة. هذا الترتيب يشجع على الحوار المفتوح والتعاون الجماعي، مما يجعله مثاليًا لفرق العمل الإبداعية أو الشركات التي تعتمد على العصف الذهني واتخاذ القرارات المشتركة.من الناحية العملية، الشكل الدائري يساعد في تحسين التواصل البصري بين الحاضرين، وهو عامل نفسي مهم في بناء الثقة والتفاهم داخل الفريق. فعندما يرى الجميع بعضهم البعض بوضوح، يصبح من السهل قراءة لغة الجسد والتفاعل مع الآراء بطريقة أكثر إنسانية وسلاسة.أما من حيث التصميم الداخلي، فالمساحة التي تشغلها الطاولة الدائرية غالبًا ما تكون أقل مقارنة بالطاولات المستطيلة، مما يجعلها خيارًا ممتازًا للمكاتب الصغيرة أو قاعات الاجتماعات متعددة الاستخدامات. ويمكن دمجها بسهولة مع مقاعد خفيفة الحركة تسمح بتعديل التوزيع حسب نوع الاجتماع أو عدد الحضور.المواد المستخدمة في تصنيع الطاولات الدائرية تتنوع لتناسب مختلف أنماط الديكور. فهناك التصميمات الخشبية التي تمنح شعورًا بالدفء والرقي، وهناك الأشكال الزجاجية والمعدنية التي تعكس الحداثة والبساطة. المهم هو اختيار خامة تجمع بين الجمال والمتانة، بحيث تتحمل الاستخدام اليومي دون أن تفقد بريقها أو شكلها الأنيق.الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة مثل لون الطاولة وارتفاعها يمكن أن يصنع فرقًا كبيرًا في راحة المستخدمين. الألوان الفاتحة تمنح إحساسًا بالاتساع والنظافة، بينما الألوان الداكنة تضيف لمسة من الرسمية والاحتراف. أما الارتفاع المثالي فيجب أن يتناسب مع نوع الكراسي المستخدمة لضمان وضعية جلوس مريحة أثناء الاجتماعات الطويلة.ولا يمكن إغفال دور التكنولوجيا الحديثة في تجهيز غرف الاجتماعات. الطاولات الحديثة أصبحت مزودة بمنافذ كهربائية مخفية، ومخارج بيانات، وأنظمة توصيل لاسلكية تسهل عرض الملفات والعروض التقديمية. هذه الإضافات تجعل بيئة العمل أكثر مرونة وتنظيمًا، وتعكس احترافية المكان أمام الزوار والعملاء.في النهاية، اختيار التصميم الدائري ليس مجرد قرار ديكوري، بل هو استثمار في جودة التواصل داخل الفريق. هذا النوع من الطاولات يعزز روح التعاون، ويكسر الجمود في الاجتماعات التقليدية، ويخلق بيئة عمل يشعر فيها الجميع بأنهم جزء متساوٍ من القرار. ولهذا السبب، أصبح التصميم الدائري اليوم رمزًا لأسلوب الإدارة الحديثة القائم على الشفافية والمشاركة الفعالة بين أفراد المؤسسة.