عند تصميم غرفة الاجتماعات داخل أي مؤسسة، يعد تحديد
مقاسات ترابيزة اجتماعات
من أهم العوامل التي تؤثر على شكل القاعة ووظيفتها في الوقت نفسه. فاختيار المقاس المناسب لا يتعلق فقط بالمظهر الجمالي، بل يرتبط براحة المستخدمين، وانسيابية الحركة داخل المكان، ومدى استيعابه لعدد الأفراد الذين يحضرون الاجتماعات بشكل دوري. لذلك، فإن معرفة الأسس الصحيحة لاختيار المقاس المثالي تضمن بيئة عمل أكثر راحة وتنظيمًا.أول ما يجب مراعاته عند اختيار مقاس الطاولة هو حجم الغرفة نفسها. فالمساحة المتاحة تحدد طول وعرض الطاولة المناسبة دون أن تعيق حركة الأشخاص أو تخلق شعورًا بالازدحام. كقاعدة عامة، يُفضل ترك مسافة لا تقل عن متر واحد بين حافة الطاولة والجدران المحيطة بها لتسهيل الدخول والخروج وتحقيق راحة الجلوس.عدد الأشخاص الذين سيستخدمون القاعة بانتظام يعتبر العامل الثاني في تحديد المقاس المناسب. الطاولات الصغيرة تناسب الاجتماعات المصغّرة التي تضم من أربعة إلى ستة أفراد، بينما تحتاج الاجتماعات الرسمية الكبرى إلى طاولات أطول يمكن أن تتسع لعشرة أشخاص أو أكثر. وهناك أيضًا الطاولات القابلة للتمديد، وهي خيار عملي للشركات التي تستقبل أعدادًا متفاوتة من الضيوف أو الموظفين في اجتماعاتها.شكل الطاولة يؤثر بشكل مباشر على أبعادها المطلوبة. فالتصميم المستطيل يعتبر الأكثر شيوعًا لأنه يستوعب عددًا أكبر من المقاعد، بينما الطاولات الدائرية توفر تواصلًا بصريًا أفضل بين المشاركين، لكنها تتطلب مساحة أوسع نسبيًا لتحقيق التوزيع المريح. أما الطاولات البيضاوية فهي حل وسط يجمع بين الشكلين وتناسب الغرف المتوسطة الحجم.من المهم أيضًا مراعاة الارتفاع المناسب للطاولة، والذي يتراوح عادة بين 73 و75 سنتيمترًا. هذا الارتفاع يتيح جلوسًا مريحًا لمعظم المستخدمين ويضمن توافقًا مع أغلب أنواع الكراسي المكتبية. كما يجب التفكير في العمق أو العرض الداخلي للطاولة بحيث يتيح مساحة كافية لوضع الأجهزة المحمولة أو المستندات دون ازدحام.عند الحديث عن المقاسات، لا يمكن إغفال الجانب الجمالي. فاختيار الأبعاد المناسبة يجب أن يتناغم مع ديكور الغرفة العام. الطاولة الكبيرة جدًا في مساحة صغيرة قد تبدو خانقة، بينما الطاولة الصغيرة في غرفة واسعة تفقد حضورها وتقلل من الهيبة الرسمية للمكان. لذلك، من الأفضل رسم مخطط مبدئي للقاعة قبل الشراء لتقدير النسبة المثالية بين حجم الأثاث والمساحة الكلية.كذلك، يلعب نوع الاستخدام دورًا في تحديد المقاس. فالشركات التي تعقد اجتماعات طويلة ومكثفة تحتاج إلى طاولات أوسع توفر مساحة مريحة لكل شخص، بينما المؤسسات التي تكتفي بمناقشات سريعة قد تكتفي بأحجام متوسطة تتيح مرونة أكثر في توزيع المقاعد.في النهاية، اختيار المقاس المثالي لطاولة الاجتماعات لا يعتمد على معيار واحد، بل هو مزيج من العوامل الوظيفية والجمالية والتنظيمية. الاهتمام بهذه التفاصيل الصغيرة ينعكس بشكل كبير على تجربة العمل اليومية ويجعل الاجتماعات أكثر راحة وفعالية. فالمقاس الصحيح لا يحقق التوازن بين الشكل والأداء فحسب، بل يعبّر أيضًا عن دقة الشركة واهتمامها بالتفاصيل التي تميز بيئة العمل المحترفة.