من هو المصمم الداخلي؟
قد يتساءل البعض ما هي مهام المصمم الداخلي وماذا عن أدواره وطبيعة عمله؟ هو ذلك الشخص الذي يبحث ويصمم ويدير مشاريع التصميم الداخلي، ويعمل على تحليل احتياجات وموارد العميل، ويسعى إلى تحقيق أهدافه ويعمل على تعزيز الإحساس الجمالي داخل المباني. وفيما يلي أهم مهام المصمم الداخلي:
1. فهم احتياجات العملاء وتحليل أهدافهم وإنشاء مخططات ثنائية وثلاثية الأبعاد تعكس رغباتهم وتطلعاتهم، بما يتناسب مع نظريات السلوك البشري.
2. الإشراف على الإنشاءات والتعاون الفعّال مع الحرفيين والمهندسين المعماريين والمدنيين والكهربائيين والمقاولين والميكانيكيين، وجميع الاستشاريين والمتخصصين في تصميم المباني.
3. اختيار الألوان في التصميم الداخلي وتحديد المواد والمفروشات والتشطيبات والمعدات ومواصفات الأثاث والأرضيات وتركيبات السباكة، وغيرها من الأدوات اللازمة التي تتداخل مع مجال التصميم الداخلي.
4. تحديد تكلفة المشروع ومتطلباته، ووضع خطة زمنية لجميع مراحله حتى الانتهاء منه، والحصول على التراخيص الفنية اللازمة وإدارة مستندات العقود والعطاءات.
5. إعداد وصف تفصيلي للمشروع والاستفادة القصوى من تطبيقات الحاسوب والتقنيات الحديثة في عملية التصميم، مثل برنامج نمذجة معلومات البناء “BIM”.
6. رسم تصميم داخلي مبدئي، فمن المهم وضع تصور لخطط التصميم الأولية، بما فيها التخطيطات الكهربائية، وخطط الإحلال والتجديد وما إلى ذلك.
7. العمل على تصميم مساحات آمنة تفي بمتطلبات الصحة والسلامة وطرق الحماية من الحرائق، والإشراف على عملية التصميم حتى نهايتها.
8. فحص التصميمات الداخلية وتقييمها والتأكد من تحقيق أهداف العملاء ورضاهم، والعمل على تحسينها إذا لزم الأمر.
أهمية التصميم الداخلي
يُعدّ فن التصميم الداخلي من العناصر الضرورية التي ينبغي توفيرها في المساحات التي نعيش فيها، فلا تقتصر وظيفته على مجرد تزيين المكان واستغلال المساحات، إنما تتعدد فوائده وتتزايد أهميته إلى ما هو أبعد من ذلك، لتحقيق الإحساس الرائع والذوق الرفيع عند تصميم المساحات الداخلية للمباني، إلى جانب الاستخدام الأمثل والأفضل للمساحات الداخلية وجعلها أكثر راحة وإقناعًا وتأثيرًا.
وذلك استنادًا إلى أساسيات التصميم الداخلي وفهم سيكولوجية الألوان ومبادئ علم النفس، وفيما يلي أهمية وأهداف التصميم الداخلي:
1. زيادة المساحات والاستفادة منها
الهدف من التصميم الداخلي هو البحث عن الطرق التي من شأنها زيادة المساحات، وتحقيق أقصى استفادة من المساحات المتاحة لتتناسب مع رغبات العملاء. فالتصميم الجيد يكون أكثر ملاءمةً لأنماط حياتنا واحتياجاتنا، ويساعد على إضافة وظائف فريدة للمباني، إلى جانب تحسين نوعية الحياة من خلال توفير سبل الراحة ومراعاتها في أثناء عملية التصميم، ما يجعل نمط حياتنا أكثر أناقة وحداثة وروعة.
فقد يكون لديك منزلًا كبيرًا، إلا أن تصميمه الداخلي سيئ للغاية ولا تستفيد من مساحته الشاسعة على الإطلاق، في حين قد تجد منزلًا صغيرًا مصممًا جيدًا ويحتوي على وظائف متعددة. ومِنْ ثَمَّ، يمكن القول إن المصمم الداخلي الجيد هو الذي يُجيد استغلال المساحات بحيث يُضيف وظائف فريدة للمبنى.
2. تحسين تجربة المستخدم
تكمن أهمية التصميم الداخلي في قدرته الفائقة على تحسين تجربة المستخدم من خلال إدارة المساحات المنزلية والمكتبية وغيرها بطرقٍ أفضل، وتحسين المساحة في البيئة الداخلية بحيث تكون متناغمة ومتناسقة مع أغراضها. فعلى سبيل المثال، إذا كنت مصممًا داخليًا وتعمل على تطوير بيئة العمل في المكتب، فإنك ستجعل التصميم يساعد الموظفين على الإنتاجية والتركيز ويرفع مستوى الأداء الوظيفي. أما إذا كنت تصمم غرفًا للنوم، فإن هدفك الأساسي سيكون العمل على توفير بيئة أكثر استرخاءً وراحة.
3. توفير التكاليف وسهولة الصيانة
التصميم الداخلي الجيد يسهم في توفير الإضاءات والتركيبات والأثاث والتجهيزات والمواد اللازمة في عملية التصميم، وذلك وفقًا للميزانية المحددة، كما يوفر التكاليف من خلال الابتعاد عن المواد باهظة الثمن أو تلك التي لا قيمة لها في عملية التصميم، إضافةً إلى تجنب عمليات التجديد وإعادة البناء التي قد تحدث مستقبلًا. كما يساعد على ضمان سهولة الصيانة الدورية، فإذا كانت العناصر المُختارة أكثر تعقيدًا وعشوائية، فربما تكون عملية الصيانة صعبة فيما بعد.
4. أغراض الحماية والسلامة
الجميع يفضلون السلامة والأمان والحماية حينما يبحثون عن منزلٍ جديد فإذا كان المنزل لا تتوافر فيه قواعد وإجراءات السلامة والأمان، فبطبيعة الحال لن ترغب في شرائه لأن عدم وجود تلك المتطلبات يعني زيادة احتمالات إصابة الأطفال أو حدوث مخاطر على أرواح السكان. وهنا تكمن أهمية التصميم الداخلي، إذ يساعد على اتخاذ التدابير اللازمة لتجنب مثل هذه التهديدات.
فعلى سبيل المثال، يحرص المصمم الداخلي الجيد على التعاون مع مهندسي الكهرباء لاختيار الأسلاك الكهربائية الملائمة للتيار الكهربائي والمناسبة للأجهزة الكهربائية، ووضعها في مواسير معزولة واختبار التوصيلات الكهربائية، لأن ارتفاع حرارتها قد يجعلها مصدر خطر على المبنى بأكمله.
سيكولوجية الألوان في التصميم الداخلي
فهم سيكولوجية الألوان من أساسيات التصميم الداخلي التي تنبغي معرفتها، وهذا يتطلب دراسة علم نفس اللون في التصميم الداخلي، ومعرفة تأثيرات الألوان والآثار النفسية المترتبة على استخدامها في هذه مشاريع، لا سيما أن أنظمة الألوان من العناصر الضرورية في التصميم الداخلي. وتلعب ألوان الأثاث والجدران والمنسوجات والأقمشة دورًا كبيرًا في نفسية الإنسان، فلكل لون خصائصه الفريدة التي تؤثر على الوظائف المعرفية والإبداعية والإنتاجية لدى الأشخاص.
ويمكن أن تخدم ألوان التصميم الداخلي أغراضًا عديدة. فعلى سبيل المثال، إذا كان مشروع التصميم الداخلي في مطعم وجبات سريعة، فمن الأفضل اختيار الألوان المريحة مثل البرتقالي والأصفر، لأنها تشجع على التهام الطعام بكثرة وتُحفّز الشهية، على عكس اللون الأزرق الذي يمكن استخدامه في تصاميم المطابخ، لأنه يعمل على تثبيط الشهية وتجنب تناول الوجبات الخفيفة، وفقًا لما ذكرته شركة dwell المتخصصة في تصميم المنازل.
وفيما يلي تأثير الألوان المختلفة في التصميم الداخلي:
اللون الأبيض
يثير مشاعر الهدوء والأمان والسكينة، فهو من الألوان المحايدة التي تضفي الحيوية في التصميم الداخلي وتجعل المساحات أكثر رقة، كما أنه يجعل المناطق الداخلية تبدو أكبر حجمًا، ومناسب جدًا مع الأشخاص الذين يعانون من القلق والخوف من الغرف المغلقة. وفقًا لما ذكرته شركة foyr للتصميم الداخلي.
اللون الأحمر
يمكن اختيار هذا اللون في مشاريع التصميم الداخلي المرتبطة بالعمل مثل المكاتب المنزلية ومساحات العمل الإبداعية، لأنه يؤجج مشاعر الطاقة والقوة والإرادة والطموح. وهناك من يفضل استخدامه في غرف النوم، لأنه يثير مشاعر الرومانسية والعاطفة والصداقة.
اللون الأزرق
يُعدّ هذا اللون خيارًا رائعًا لجلب الثقة والهدوء والسلام في النفس البشرية، إذ يمكن استخدامه في غرف النوم وأماكن المعيشة والحمامات. ويُشير خبراء علم النفس إلى أن اللون الأزرق يؤثر تأثيرًا إيجابيًا على العقل البشري عند استخدامه في المنازل، ويخلق إحساسًا بالفخامة ويبطئ من عملية التمثيل الغذائي، وفقًا لما ذكره موقع شركة theartcareerproject للإبداع الفني.
اللون الأصفر
يؤكد خبراء علم النفس أن هذا اللون يعزز مشاعر السعادة والبهجة والمرح ويعالج الاكتئاب، حسبما ذكرت شبكة CNN الإخبارية في مقالة نشرتها عام 2017. ويُعدّ خيارًا مثاليًا لاستخدامه في الحمامات والمطابخ وغرف نوم الأطفال ودور الحضانة.
اللون البرتقالي
تتشابه تأثيرات اللون البرتقالي مع الأصفر، فإنه يرتبط بالسعادة والإبداع والحماسة وجميعها تأثيرات إيجابية على النفس. أما إذا كان اللون البرتقالي يميل إلى الاحمرار فإنه يؤجج مشاعر الرغبة والحب والمتعة وحب السيطرة والعمل، خاصةً أنه يزيد من مستويات الطاقة.
اللون الأخضر
يثير المشاعر الإيجابية ويرمز إلى الخصوبة والنمو والتوازن. إذ يمكن استخدامه في مشاريع التصميم الداخلي لإطفاء إحساس بالطبيعة والجمال والنضارة، كما يعمل كمهدئ ويعزز مشاعر الأمان العاطفي، ويشجع على استرخاء الحواس وخفض مستويات ارتفاع ضغط الدم.
اللون البنفسجي
يضيف اللون الأرجواني عمقًا رائعًا في التصميم الداخلي، وعادةً ما يرتبط بالإبداع والأناقة. وغالبًا ما يُستخدم في غرف النوم وغرف ارتداء الملابس، حيث يخلق تأثيرًا هادئًا في التصميم الداخلي، ويُوحي بالفخامة والسحر الملكي.
اللون الرمادي
يُعدّ من الألوان المحايدة التي تمنح التصميم الداخلي إحساسًا عصريًا إذا تم مزجه باللون الأخضر. كما يُشير خبراء الألوان إلى أن اللون الرمادي يمنح الإنسان شعورًا بالهدوء، إذ يمكن استخدامه في المساحات الأسرية التي تضم الأطفال الصغار، حسبما أكدت شركة luxdeco الرائدة عالميًا في التصميمات الداخلية.
اللون الأسود
يعكس هذا اللون الأناقة والبساطة في مشاريع التصميم الداخلي، ويناسب جميع الأوقات ويزيد من الجاذبية المعاصرة للمساحات الداخلية، ويُستعمل بكثرة في الاتجاهات الحديثة للتصميم الداخلي وقطع الأثاث مثل خزائن الملابس.
اللون الوردي
يثير لون القرنفل مشاعر العاطفة والحب والرحمة والرُقي، ويجعل المساحات دافئة ومبهجة ويخلق شعورًا بالراحة إذا ما استخدم في دهان الجدران، وهو من الألوان التي يفضلها المراهقون والأطفال في غرفهم.
وخلال عملية التصميم الداخلي لمنزلك أو مكتبك، قد ترغب في استشارة المتخصصين في هذا المجال. لذا، يمكنك الاستعانة بخدمات التصميم الداخلي والمعماري والديكور التي توفرها منصة خمسات؛ أكبر سوق عربي لبيع وشراء الخدمات المصغرة، إذ تضم مجموعة من المحترفين العرب في فن التصميم الداخلي، الذين يقدمون الدعم والمساعدة في تصميم المساحات الداخلية للمباني، للحصول على تصاميم تجمع بين الجودة والإبداع وتحقق أهدافك المرجوة.
فن الديكور والتصميم الداخلي
فن الديكور أو الفنون الزخرفية Decoration Art يتضمن العديد من العناصر الفنية، ويهتم بتصميم وزخرفة أثاث المنازل والمفروشات والسجاد والإكسسوارات الذهبية والفضية والمجوهرات عمومًا. والغرض الأساسي من الديكور يتمثل في زخرفة الأشياء وتزيين المساحات المحيطة وتجميلها. فعلى سبيل المثال، قد يتم زخرفة جزء معين من الجدران لإضفاء الحيوية على الخلفية وزيادة أناقتها.
ويرتبط فن الديكور ارتباطًا وثيقًا بالتصميم الداخلي، والخط الفاصل بينهما رفيع للغاية، حيث يُدرك المصممون الداخليون أن تخصصهم بمثابة فن وعلم، لفهم سلوكيات الإنسان ومعرفة تصرفاتهم وأنماط معيشتهم من أجل تصميم مساحات وظيفية داخل العقارات السكنية وبيئات العمل. بينما يختلف الديكور الداخلي عن مجال العمارة الداخلية اختلافًا كبيرًا، حيث يُركز التخصص الأخير على التجديدات الهيكلية وتصميمها وتحويل نوع من المساحات لآخر وحل المشكلات الهيكلية و
تركيب رخام
عالى الجودة إذ تهتم العمارة الداخلية بتصميم وإعادة بناء البيئات الداخلية.
كما يهتم المصمم الداخلي بالعديد من الجوانب الأخرى مثل اختيار أغطية الأرضيات ويكون مسؤولًا عن تحديد أنواعها وألوانها ومدى ملاءمتها للأثاث وقابليتها للاشتعال، ومقاومتها للماء وخصائصها المختلفة. لكن فنان الديكور الداخلي يهتم أكثر بزخرفة العناصر لتحقيق جماليات معينة وإضفاء مظهر فني لطيف، وإنشاء أماكن معيشية عملية وممتعة، وذلك بالتنسيق مع المصممين الداخليين.
ويمكن القول إن الديكور الداخلي يُعدّ فئة فرعية من مجال التصميم الداخلي، ولا يتعاون فنانو الديكور مع المهندسين المعماريين ولا مع مقاولي البناء، لكن ينصب تركيزهم على التواصل الفعّال مع شركات السجاد والأنسجة والأثاث وستائر النوافذ وغيرها من العناصر.